ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻓﺘﻰ ﻛﺴﻮﻻ ﻳﺪﻋﻰ ﻫﺎﻧﺰ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻋﻰ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ
ﻳﻔﻜﺮ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ " ﻟﻮ ﺃﻥ ﻟﻲ ﺯﻭﺟﺔ ﺗﺮﻋﻰ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﺑﺪﻻ ﻋﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺜﻤﺮ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺮ"
ﻓﺘﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻜﺴﻞ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻔﺮﺡ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﺟﺎﺀ
ﻳﺨﻄﺒﻬﺎ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻳﺨﻄﺒﻬﺎ ! ﺇﻧﻪ ﻫﺎﻧﺰ ﺍﻟﻜﺴﻮﻝ ﻭ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ (ﻃﻨﺠﺮﺓ ﻭ
ﻟﻘﻴﺖ ﻏﻄﺎﻫﺎ) . ﺗﺰﻭﺝ ﻫﺎﻧﺰ ﺇﻟﺰﺍ ﻭ ﻋﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺻﻐﻴﺮ ﻭ ﺃﺧﺬﺕ ﺇﻟﺰﺍ ﺗﺮﻋﻰ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻟﺮﻋﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺭ
ﻧﺸﻴﻄﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻭ ﻳﺘﻌﺐ ﻗﻠﻴﻼ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺲ ﺑﻄﻌﻢ ﺍﻟﻨﻮﻡ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻌﺐ، ﻓﻠﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻓﻜﺮﺓ ﺫﻛﻴﺔ ﻓﻘﺎﻟﺖ " ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻻ
ﻧﺒﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺰﺍﺕ ﻭ ﻧﺸﺘﺮﻱ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻴﺔ ﻧﺤﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﺭﻧﺎ ؟" ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ " ﻳﺎﻟﻚ ﻣﻦ
ﺯﻭﺟﺔ ﺫﻛﻴﺔ ! ﺣﻘﺎ ﺇﻧﻚ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺃﻓﻀﻞ؟ ﻳﺨﺮﺝ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻟﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﺮﺣﻴﻖ ﺩﻭﻥ
ﺃﻥ ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻌﻪ ﻭ ﻧﺘﻌﺐ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭ ﻣﻌﻪ ﻋﺴﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻭ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺳﻮﻯ
ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺴﻞ " ﻓﺄﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ " ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻌﺴﻞ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﻓﺴﺮﻳﻊ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ."
ﻓﺬﻫﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﻭ ﺑﺎﺩﻻﻩ ﺍﻟﻌﻨﺰ ﺑﺎﻟﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﻗﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ . ﻭ
ﺃﻣﻀﻴﺎ ﻟﻴﻠﻬﻤﺎ ﻭ ﻧﻬﺎﺭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﻤﺎ ﻳﺮﺗﺎﺣﺎﻥ ﻭ ﻭﺿﻌﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺭﻓﺎ ﻓﻮﻗﻪ ﺟﺮﺓ
ﻋﺴﻞ ﻭ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭﺿﻌﺎ ﻋﺼﻰ ﻟﻴﺘﻨﺎﻭﻻ ﺍﻟﺠﺮﺓ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺎﺟﺎ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ , ﻭ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻗﺎﻝ ﻫﺎﻧﺰ ﻹﻟﺰﺍ " ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻬﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭ
ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﺃﺟﻬﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻛﻠﻪ ﺑﺪﻭﻧﻲ" ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ " ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻊ
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭ ﻧﺸﺘﺮﻱ ﻋﻨﺰﺓ ﺛﻤﻦ ﻧﺒﻴﻊ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﺒﻬﺎ ﻭ ﻧﺸﺘﺮﻱ ﺑﻘﺮﺓ ﻭ ﻫﺬﻛﺎ ﺣﺘﻰ
ﻳﺼﻴﺮ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ "ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ " ﻧﻌﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ
ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻟﻦ ﻧﻀﻴﻊ ﺃﺛﻤﻦ ﺃﻭﻗﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ "! ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺇﻟﺰﺍ " ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺃ، ﻧﻨﺠﺐ
ﻃﻔﺎ ؟ " ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ " ﺃﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﻞ " ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ " ﻭ ﻛﻴﻒ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﺼﺎﻙ ﻭ ﻟﻢ
ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﻚ ؟ ﺃﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺴﻮﻻ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ " ﺳﺄﻫﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺼﻰ ﻫﻜﺬﺍ" ﻭ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﺼﻰ ﻓﺎﺭﺗﻄﻤﺖ ﺑﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﺎﻧﻜﺴﺮﺕ ﻭ
ﺳﻜﺐ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ . ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻻ ﻓﻲ ﺑﺮﻭﺩ " ﻟﻘﺪ ﺍﺭﺗﺤﻨﺎ ﻣﻦ
ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﻭ ﺍﺭﺗﺤﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ , ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺻﺪﻣﺔ ﺃﺗﻌﺐ ﺃﻋﺼﺎﺑﻨﺎ
ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﻧﻨﺎﻡ ﻟﻨﺮﺗﺎﺡ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ